احتضن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط ضمن فعالياته الثقافية ندوة حول جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة بمناسبة دورتها العشرين، وذلك بتاريخ يوم الأحد 05 يونيو 2022.
افتتح مسير الجلسة “الطائع الحداوي” الندوة بتقديم موجز لموضوع وأهداف الجائزة، مرحبا بالباحثين والنقاد المشاركين فيها؛ لإغنائهم هذه التظاهرة الأدبية الثقافية في رحم العاصمة الإدارية.
وكانت المداخلة الأولى من حظ الشاعر “نوري الجراح” أحد المشرفين على الجائزة، ليتطرق بكلمات عبقة ياسمينا شاميا إلى معطيات أولية حول تاريخ تنظيم الجائزة من طرف المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق في أبو ظبي ولندن؛ والتي انتقلت من مجرد فكرة اختمرت سنة 2000، وخرجت لحيز الوجود سنة 2003 بالرباط؛ بعدما توجت هذه الأخيرة عاصمة للثقافة العربية. وأنهى بتثمين دور هذه المؤسسة في حفز الباحثين ذاكرا المؤلفات الفائزة في هذه الدورة، رغم قيمة الجائزة المتواضعة ماديا.
أما الناقد “خلدون الشمعة” فاستهل مداخلته مؤكدا على الرحم الجغرافي في معرفة الآخر، باعتبار الدنيا مسرحا واحدا لجميع الشعوب على منوال ” محي الدين بن عربي”. واسترسل بالحديث حول الاستشراق، والذي لم ينكر دوره الهائل في مجال الرحلة والتواصل بين الأنا والآخر، إلا أنه استنكر التنميطات السلبية المواكبة للاستشراق السياسي في نشر مغالطات ذائعة عند الشعوب الأوروبية عن صورة العالم العربي الإسلامي.
أما الكاتب الفلسطيني “عبد الرحمن بسيسو” فاستخلص دور حُسن الإصغاء والقراءة والتبصر في تنشئة كاتب موسوعي في مجال الرحلة دون سفره أو مغادرة مكانه، انطلاقا من مؤلف حول الأساطير والميثولوجيات موسوم ب”الغصن الذهبي” ل”جيمس فريزر”، والذي اعتمد فيه على روايات البحارة العائدين من أماكن الدنيا بالموازاة مع مطالعاته فقط. وهكذا انتهى إلى أن الكتب الفائزة تعكس هذه المعايير من إعمال العقل والمخيلة الخلاقة، ومثل لذلك بكتاب “رحلة حول غرفتي”.
بينما عبر “عبد النبي ذاكر” عن تجديد هذا المشروع في الأدب الرحلي لنفسه دورة بعد أخرى، رغم الانقطاع لسنتين بسبب جائحة كورونا، والسبب يرجع إلى ارتباطه رئاسيا بأحلام شاعرين هما: “محمد السويدي” و”نوري الجراح”. والأهم تغيير الوجهة من سنة إلى أخرى إلى رقعة عربية مختلفة، مع الانفتاح على جغرافيات أخرى في مجال الرحلة لبعض الرحالة الغربيين مثلا، مما أغنى المكتبة العربية.
في حين أبان الروائي والناقد “شعيب حليفي” عن فخر عميق بالزخم الأدبي المغربي في مجال الدراسات الأساسية من حيث الأدوات التقليدية أو الأدوات النقدية الحديثة. وقد أكد على أن العطاء المغربي في أدب الرحلة ونقدها عرف منذ القدم مع عدة نصوص وكوكبة من الباحثين المغاربة، ولازال مستمرا حتى في صفوف الجامعات المغربية مع أطروحات تناقش كل سنة في هذا الجنس.
واختتم اللقاء بكلمات كل من الأردني “عيسى عودة برهومة” عن ترجمته لكتاب دمتري بن نعمة الله الخلاط المعنون ب”سفر السفر إلى معرض الحضر”، والتونسي “أيمن حسن” عن ترجمته لمؤلف “رحلة حول غرفتي” ل”غزافيي دو ميستر”، وتوزيع الجوائز على هؤلاء الفائزين لتثمين جهودهم.
الرباط: فردوس كاسم