تحت رعاية الاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية UNSCIN نظم مركز جيل البحث العلمي في طرابلس يومي 21 و22 ديسمبر 2018، مؤتمره الدولي الثامن عشر تحت عنوان “التفكك الأسري: الأسباب والحلول”، بالتعاون العلمي في التحكيم مع جامعة بني سويف (مصر).
وقد ترأس المؤتمر الأمينة العامة للاتحاد ورئيسة مركز جيل الدكتورة سرور طالبي المل، وترأس اللجنة العلمية التحكيمية الدكتورة فداء المصري، من معهد العلوم الإجتماعية بالجامعة اللبنانية (الفرع الثالث) كما ترأس اللجنة التنظيمية الدكتورة رشا عبد الحي من كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية (الفرع الثالث)، وبعضوية أساتذة مختصين من مختلف الجامعات العربية الآتي ذكر أسمائهم:
اللجنة العلمية التحكيمية للمؤتمر:
أ.د. جمال محمد جبر، جامعة بني سويف، مصر.
أ. د. سليمان قوراري، جامعة أحمد دراية، الجزائر.
أ.د. شهاب اليحياوي، المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الانسانيات بقفصة، تونس.
أ.د. شهاب سليمان عبدالله، جامعة شقراء بالمملكة العربية السعودية.
أ.د. عبد الكريم المدهون، عميد الدراسات العليا والبحث العلمي، جامعة فلسطين.
أ.د. فتيحة مزياني ، جامعة الجزائر 2.
أ.د. ماهر خضير، رابطة الجامعات الإسلامية وعضو المحكمة العليا الشرعية في القدس.
أ.د. نور الهدى حماد، جامعة طرابلس، ليبيا.
أ.م.د. حمدان رمضان محمد، جامعة الموصل، العراق.
د. أمحمدي بوزينة أمنة، جامعة حسيبة بن بوعلي، الجزائر.
د. جمال بلبكاي، المدرسة العليا لأساتذة التعليم التكنولوجي، سكيكدة، الجزائر.
د. حسين نوارة، جامعة مولود معمري، الجزائر.
د. عبد المنعم عبد الوهاب العامر، نقابة المحامين العراقيين.
د. فريدة بن عمروش، جامعة الجزائر 3.
د. محمد أحمد محمد، جامعة بني سويف، مصر.
د. محمَّد حسام عبد التواب عبدالمَجيد، جامعة بني سويف، مصر.
د. ناجح مخلوف، جامعة محمد بوضياف، الجزائر.
د. نوال وسار، جامعة أم البواقي، الجزائر.
د. نوفل علي الصفو، جامعة الموصل، العراق.
د. وصال حلبي، معهد العلوم الاجتماعية والانسانية بالجامعة اللبنانية، الفرع الثالث.
كما وشارك في المؤتمر أساتذة وباحثين من عدة مؤسسات جامعية عربية، ولقد توزعت أشغاله على ثمانية جلسات، سلطت الضوء على أسباب تراجع العلاقات الأسرية وانحلالها خاصّةً في المجتمعات العربية، ووقفت عند أبرز التحديات التي تواجهها للوصول إلى اقتراح حلول وآليات فعالة لحمايتها.
ولقد تشكلت لجنة توصيات المؤتمر من:
رئيسة المؤتمر: د. سرور طالبي المل (الأمينة العامة للاتحاد ورئيسة المركز)
رئيسة اللجنة العلمية: د. فداء المصري، الجامعة اللبنانية، الفرع الثالث.
المقرر: د. ليال الرفاعي، الجامعة اللبنانية.
بعضوية:
د. بسمة محمد نوري كاظم البكري، مستشارة قانونية، الأردن.
د. بلقاسم الحاج، جامعة برج بوعريريج- الجزائر.
د.حورية سويقي، المركز الجامعي بلحاج بوشعيب، الجزائر.
د. رحاب عارف السعدي، جامعة الاستقلال/ أريحا- فلسطين.
د. زهية بن عبد الله ، المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الانسان والتاريخ CNRPAH بالجزائر العاصمة.
د. عبد المنعم عبد الوهاب العامر، نقابة المحامين العراقيين.
د. عصام حسني الاطرش، جامعة الاستقلال/ أريحا- فلسطين.
د. مـحمد خشمون ، جامعة باتنة 1، الجزائر.
د. محمد طالب دبوس، عميد المراكز العلمية و مدير مركز القياس والتقويم، جامعة الاستقلال/ أريحا- فلسطين.
د. مـــــــوســـــى عبدالحـــــــفيظ القــــــــنيدي، جامعة مصراتة، ليبيا.
د. يولا صعب، الجامعة اللبنانية، الفرع الثاني.
أ. آمنة حسين إبراهيم محاميد زيد الكيلاني، التربية والتعليم جنين ، فلسطين.
أ. سمية بن الشيخ الفقون جامعة منتوري قسنطينة 1، الجزائر.
وقد خلُصت لجنةُ التوصيات إلى مجمُوعة من النتائج وهي:
- تعد الأسرة أولى أعمدة مؤسسات التنشئة الاجتماعية وقاعدتها. فهي اللبنة الأولى في حياة الفرد ومن أهم المؤسسات الاجتماعية التي تنظم العلاقات بين أفراد الجماعة الواحدة.
- من أهم ما تعاني منه الأسرة العربية هو بروز مؤشرات التفكك الأسري الذي سيتبعه حتميا تفككا اجتماعيا، والذي من مظاهره استفحال ظاهرة الطلاق في المجتمع.
- إن كان الطلاق، من أبرز وأخطر أسباب التفكك الأسري الذي يهدد كيان الأسرة ووجودها وضياع أبنائها، فإن هنالك عدة أسباب وعدة متغيرات أخرى غير مباشرة ومتداخلة قد تصل بالأسرة إلى متاهات غير منفرجة وإلى نقطة اللاعودة.
- أفرغت الحياة العصرية المجتمعات العربية من محتوى العائلة التقليدية المتماسكة والمتضامنة.
- يشكل الصراع الاديولوجي بين المطالبين بتحرر المرأة وبين المحافظين، وكذلك الضغوطات الدولية الممارسة على المجتمعات الاسلامية باسم حقوق الإنسان، أهم أسباب التفكك الأسري في الوطن العربي.
- يشكل صراع الأدوار بين الزوجين التي برزت خاصة مع ارتفاع المستوى التعليمي للمرأة، و غياب الصلح الاجتماعي بين الزوجين، ونقص التأهيل الأسري قبل وبعد الزواج، أهم أسباب التفكك الأسري.
- تلعب العوامل الاقتصادية دورا لا يستهان به في توسيع ظاهرة التفكك الأسري ومنها انخفاض المستوى المعيشي للأسر وارتفاع نسبة البطالة وخروج المرأة إلى العمل المأجور الذي سهل عليها العيش بمفردها في ظل استقلال اقتصادي.
- لقد أدت وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة إلى خلق فضاءات فردية مستقلة في المنزل الواحد.
- إنّ ثقافة العولمة وأدواتها الاتصالية تُشكِّل خطراً على بنية الأسرة العربية الاجتماعية والثقافية والفكرية والقيمية إنْ لم يتوافر ميكانيزمات وإجراءات لحماية الهوية الوطنية من الذوبان.
- يعيش المجتمع الفلسطيني جملةً من الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، والتي تهدف بمجملها إلى تفتيت المجتمع الفلسطيني من خلال إغراقه بالمشكلات الحياتية وفي مقدمتها تهميش دور الأسرة وتفريغها من دورها الاجتماعي والأخلاقي.
- إنَّ انهيار الأسر سيؤدي لا محالة إلى انهيار المجتمعات وبنيتها.
واستنادًا إلى هذه النتائج، توصلت اللجنة إلى صياغة جملة من التوصيات، نوردها فيما يلي:
توصيات مؤتمر التفكك الأسري: الأسباب والحلول، لبنان 21 – 22 ديسمبر 2018
- ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات واعتماد خطط وطنية وسن القوانين التي تعزز دور الأسرة في المجتمع وتحفظ أمنها تحقيقا لاستقرار الأمن المجتمعي.
- ضرورة مواجهة ظاهرة انتشار الطلاق في الوطن العربي، وعلى الدول أن تعمل جاهدة وتسخِّر كل الإمكانيات المادية والبشرية والتشريعية من أجل تقنين هذه الظّاهرة.
- ضرورة تعزيز دور الوالدين للمزيد من الاهتمام بتهيئة الجو الأسري المناسب لتنشئة الأبناء تنشئة سليمة وإشباع احتياجاتهم، وتوجيههم للاهتمام بالأبناء والتعرف على مشكلاتهم واحتياجاتهم وبناء جسور الاتصال وتشجيعهم على التواصل الأسري من خلال الحوار الهادئ والنقاش البناء وتعديل السلوك غير السوي من خلال القدوة الحسنة والنصيحة.
- لا ينبغي رمى مسؤولية تربية الأبناء على عاتق الأمهات فقط، وإنما أن تكون من مهام الأبوين معا في انسجام مع تطلعات أبنائهم وطموحاتهم، وأن يكون للأم الحق في اتخاذ القرارات المهمة المتعلقة بأسرتها بالتشاور مع الأب.
- على الأسر خلق فضاءات للحوار مع الأبناء ومشاركتهم في الأعمال الجماعية من خلال أنشطة اجتماعية وثقافية مشتركة لتعزيز العلاقة الاجتماعية القائمة على المحبة والتفاهم والحوار بينهم وحثهم على أهمية الالتفاف سوية حول بعضهم البعض والتضامن في كل المسائل.
- على المجتمع المدني من جمعيات وأشخاص التوعية بقيمة التراث وتثمينه من خلال قيادة برامج تحسيسية وتوعوية ودورات تكوينية وتثقيفية للناشئة من أجل خلق جسور وتقاربات ما بين الأجيال.
- ضرورة تعزيز وترسيخ القيم الاجتماعية والأخلاقية، من خلال اعطاءها طابع منفعي واجرائي وهذه مهمة مؤسسات التنشئة الاجتماعية جميعها وعلى رأسها الأسرة.
- ضرورة تحصين الأسرة العربية من تأثير ثقافة العولمة من خلال ترسيخ العقيدة في نفوس الأطفال نظرياً وعملياً وهذا منوط بالأسرة والمدرسة ودور العبادة والنوادي الثقافية ووسائل الإعلام.
- ضرورة تعزيز التنشئة الدينية التي تشدد على احترام وصلة الرحم وغرسها في نفوس الأبناء والذي يُشدد على تمتين أواصر التماسك الأسري واللحمة العائلية.
- ضرورة اعتماد برامج مشتركة لزيادة التفاعل بين الأسرة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية للعمل معا من أجل تعزيز أمن الأسرة وإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تعترض أفراد الأسرة.
- ضرورة الاهتمام بإعداد فريق من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين والتربويين للقيام ببرامج الإرشاد العائلي وتدريبهم على المهارات المهنية اللازمة لهم.
- ضرورة مواجهة عمل الجمعيات المشبوهة التي تهدد أمن الأسرة بالدعوة لمفاهيم براقة حول حقوق النساء وتشجع على التمرد الذي يُشكل مدماك لتفتيت الأسرة.
- ضرورة وضع استراتيجيات وبرامج اقتصادية وثقافية، لتقليص هوة الفقر والبطالة والجهل الذين يعتبرون من دوافع كل منزلقات التطرف والانحراف والتفكك عند الشباب.
- ضرورة مواجهة هجرة الشباب عبر توفير سياسات وتشريعات حمائية تلبي طموحهم وتعزز استقرارهم بمناطقهم، والذي يضمن حماية للوالدية ضمن أسراهم من قبل أبنائهم والتمتع ببرهم.
- ضرورة نشر الوعي بمخاطر وسائل الاتصالات الحديثة، وتأثيرها السلبي على الأسرة، وضرورة تشديد الرقابة على الاستخدام السلبي لها.
- ضرورة مساهمة وسائل الإعلام والاتصال في تصحيح وتصويب صورة الأسرة وتعزيز مكانتها في المجتمع.
- ضرورة تكثيف الأبحاث حول الأسرة ومكوناتها ودراسة الأسباب المستجدة والتي تؤدي إلى تفككها وايجاد الحلول العملية لها.
- مواصلة عقد ندوات ومحاضرات ومؤتمرات متخصصة وتنظيم دورات تدريبية في مناطق متعددة من الوطن العربي لنشر الوعي بأهمية الأسرة والمخاطر والتحديات التي تواجهها.
- رفع توصيات هذا المؤتمر إلى الجهات المعنية، ونشرها على نطاق واسع من خلال الصحافة والإعلام، ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي الأخير يدعو الاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية ومركز جيل البحث العلمي جميع المشاركين في هذا المؤتمر وأعضائهم ومتتبعيهم، مواصلة البحث ونشر المقالات والدراسات المتخصصة، وبناءً على توصيات لجنة الصياغة بالمؤتمر ستُنشر أعمال هذا المؤتمر ضمن سلسلة أعمال المؤتمرات الصادرة عن مركز جيل البحث العلمي.