يواصل مركز جيل البحث العلمي حلقاته التكوينية والدورية في منهجية البحث العلمي في مقر الاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية بالجزائر العاصمة، لطلاب الماستر – الماجستير والدكتوراه.
ولقد كان موضوع الحلقة الأخيرة يدور حول منهجية إعداد مداخلة أو مقال علمي والتي ألقتها الدكتورة إيراين نوال، مديرة الدراسات بمعهد الحقوق و العلوم السياسية بالمركز الجامعي تيبازة، مرفق أهم النقاط التي تناولتها:
ملخص :
يدرس مقياس مناهج البحث العلمي في كل الجامعات عبر العالم وفي جميع التخصصات العلمية والتقنية، وتخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانية ،و منها العلوم القانونية . وتهدف منهجية البحث العلمي إلى جعل الباحث أستاذ كان أو طالبا جامعيا منهجيا في تفكيره وطروحاته وبحوثه متخلصا من الجمود الفكري، ومتوجها نحو الإبداع والتجديد ،والنقد والتحليل الممنهج والمنظم .
و دراسة منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية بصفة عامة تعتبر ركيزة أساسية للأستاذة و لطلبة التدرج و ما بعد التدرج ، ولا يمكن الاستغناء عنها في أية مرحلة من مراحل البحث العلمي النظري أو التطبيقي .
فنقصد بالمنهج و المنهجية :
أولا فالمنهج : يقصد به الطريق الواضح أو المسلك ( في مجال اللغة ) . وفي الاصطلاح ، عرف المنهج بأنه ” الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة “.
أما المنهجية : فهناك من يجعل مفهوم المنهج مرادف لمفهوم المنهجية فهل المنهج هو المنهجية ؟ إن المنهجية يقابلها في اللغة الفرنسية Méthodologie ،وهذا المفهوم مركب من كلمتين : Méthode وتعني المنهج ، وLogie ، وتعني علم ، وبذلك فالمنهجية هي العلم الذي يهتم بدراسة المناهج فهي علم المناهج .
وبذلك فالمنهجية هي أشمل من المنهج ، ففي البحوث العلمية نستخدم مفهوم المنهجية في حال اعتمادنا على مجموعة من المناهج في إطار التكامل المنهجي ، ونستعمل مفهوم المنهج في حالة اعتمادنا على منهج علمي واحد .
أما البحث العلمي فنقصد به “التقصي المنظم بإتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها وإضافة الجديد لها “. و من هذا المنطلق يفهم منها أن كل بحث علمي مهما كان نوعه يحتاج إلى منهج معين و عليه سنخصص محور دراستنا حول منهجية إعداد مداخلة أو مقال .
فمرحلة تحرير المداخلة أو المقال هي أصعب و أدق مرحلة ، يجب على الباحث إعطاؤها الوقت الكافي ، و تتمثل في خطوات و كيفية إعداد مداخلة أو مقال علمي التي سوف نتطرق إليها لا حقاً .
و على كاتب المداخلة أو المقال العلمي أن يراعي في مداخلته العناصر الجوهرية ، حتى تسهل للقارئ فيما بعد التعرف على محتوى الموضوع ، و التعرف على مدى تحكم الباحث من موضوعه .
أولا :قواعد يجب أن يتحلى بها الباحث عند إعدادا مداخلة أو مقال علمي
ثانيا :- ملاحظات هامة بالنسبة للباحث عند إعداده مداخلة أو مقال
ثالثا : التذكير بالمفاهيم العامة للبحث العلمي ( مفهومه– مراحل إعداده )
-خصائص البحث العلمي
يمكن أن نستنتج خصائص البحث العلمي من خلال التعاريف السابقة ، وهي كما يلي :
1- البحث العلمي بحث موضوعي ( الإبتعاد عن الجوانب الشخصية أو الذاتية ).
2- البحث العلمي بحث تفسيري لأنه يهتم بتفسير الظواهر والأشياء بواسطة مجموعة متسلسلة ومترابطة من المفاهيم تدعى النظريات .
3-البحث العلمي يتميز بالعموميةفي دراسة وتحليل الظواهر معتمدا في ذلك على العينات .و بالخصوصية في بعض البحوث.
4- البحث العلمي بحثمنظم ومضبوط لأنه يقوم على المنهجية العلمية بمفهومها الضيق والواسع ، الأمر الذي يجعل البحث العلمي أمر موثوق به في خطواته ونتائجه .
5-البحث العلمي يتطلب الوعي المعلوماتي لدى الباحث : و يعرف الوعي المعلوماتي بأنه ” المعرفة و الإحاطة بأهمية المعلومات ، و استغلالها و إمكانية التعامل معها في الوقت المناسب و بالقدر المناسب لحل المشكلات المعلوماتية و تلبية الاحتياجات البحثية بقدرات ذاتية تتناسب مع المتطلبات العصرية للوصول إلى مرحلة النضج المعلوماتي”.
ب- أدوات البحث العلمي
يستعين الباحث في بحثه بمجموعة من الأدوات والتقنيات والأساليب والطرق
– العينة – الاستبيان –المقابلة _ الملاحظة
رابعا :المراحل التحضيرية لإعداد البحث العلمي أي مداخلة أو مقال علمي
1-مرحلة اختيار الموضوع : يجب على الباحث مراعاة ما يلي :
*- حداثة الموضوع المراد البحث فيه ، *- ألا يكون الموضوع مستهلكا ،.*- أن يضيف الموضوع المختار قيمة علمية و نتائج قيمة للباحث و للقارئ.
2– مرحلة جمع المادة العلمية
3– مرحلة ترتيب المصادر و المراجع
4-مرحلة القراءة و ترتيب المعلومات
خامسا : مرحلة التحرير المداخلة أو المقال
*- 1-حالة كتابته مداخلة : يضع اسم الجامعة المنظمة للملتقى أو السوم الدراسي أو الندوة العلمية ، الكلية ، القسم ، عنوان الملتقى أو الندوة أو اليوم الدراسي ، تاريخ انعقاده الملتقى و مكانه .
– ثم كتابة عنوان المداخلة أو المقال العلمي بخط واضح و بند عريض في وسط السطر أعلى الصفحة .
– ثم ذكر أسم و لقب الباحث ، رتبته العلمية ، وظيفته و اسم الجهة المستخدمة ، وضع بريده الإلكتروني ، و في بعض الحالات إذا طلب منه ذلك يضع رقم الهاتف .
2- مقدمة البحث
أ-التعريف بموضوع البحث ( مداخلة أو مقال علمي ) : بحيث يحاول الباحث إعطاء نظرة عن الموضوع بالتطرق مثلا للتطور التاريخي …
ب- إبراز أهمية الموضوع البحث ،سواء كانت علمية أو عملية .
ج-ذكر الهدف منه ، لأن بحث من دون هدف لا قيمة له . و الهدف من البحث هو الوصول على نتائج معينة ، و لذلك ينبغي على الباحث وضع هدف رئيسي و الأهداف الفرعية، و تحديد الهدف هو مفتاح النجاح في البحوث العلمية.
د- ذكر دوافع أو مبررات اختيار الموضوع ، سواء كانت موضوعية أو شخصية .
و- طرح الإشكالية
سادسا :ذكر المنهج المتبع في البحث
سابعا: وضع التقسيم العام للبحث
1-ملخص للمداخلة أو المقال العلمي
2- الكلمات المفتاحية
3- تقسيم البحث و تحريره(المتــــن ) :يجب على صاحب المداخلة أو المقال العلمي مراعاة ما يلي :
أ-تقسيم الخطة
ب-تحرير البحث ( المداخلة أو المقال ) :التهميش :للأمانة العلمية كل معلومة تهمش سواء أخذت حرفيا أو تم التصرف فيها.
ج-خاتمة البحث
4- الملاحق
5- قائمة المصادر و المراجع و كيفية ترتيبها
ثامنا : فنيــــات العرض بالنسبة للمداخلة في ملتقى أو يوم دراسي أو ندوة علمية
شروط العرض : التمكن من موضوع البحث ، الأدب في العرض ، الترحيب بالحاضرين ، و تقديم شكر للمشرفين على تنظيم الملتقى أو اليوم الدراسي او الندوة العلمية ، سلاسة اللغة و الدقة اللغوية.
مدة العرض: مراعاة المدة الممنوحة لصاحب المداخلة من 15 إلى 20 دقيقة على حسب طلب رئيس الجلسة .
مضمون العرض : مقدمة ، عناوين و تقيد حوصلة لما تم بحثه في كل فصل أو مبحث أو مطلب ، ذكر ما ورد في الخاتمة بأسلوب دقيق وواضح حتى يعلم الحاضرين من التمكن من الموضوع.
- توجيه الشكر للحاضرين و لرئيس الجلسة على حسن الاستماع.
- كيفية تلقي الأسئلة و الرد عليها ، الاستماع لها و الإجابة عليها منح الكلمة للرد على الأسئلة ،أو الإجابة على الأسئلة المباشرة.