ملتقى دولي إفتراضي حول حماية الطفل في الفضاء الرقمي”الواقع والتحديات” : 01|06|2023

تعتبر الإنترنت من أهم الاختراعات التي عرفتها البشرية، تمكنت خلال وقت قياسي من بلوغ مجال تأثير عالمي حتى أصبحت لا غنى عنها بالنسبة للأفراد والمؤسسات نظرا للكم الهائل من الخدمات التي تقدمها.

وقد هيمنت الانترنت علينا، وفرضت علينا الانخراط فيها، والاحتكاك بكل مكوناتها الإيجابية والسلبية، حتى أصبحت منصة عابرة للحدود، ترتكب من خلالها العديد من الجرائم التي يقع ضحيتها العديد من الضحايا، لا سيما فئة الأطفال التي تشكل نسبة معتبرة من مستخدمي الانترنت عبر العالم.

تعتبر مرحلة الطفولة ذات أهمية قصوى في التكوين العلمي، النفسي والسلوكي للإنسان، لذلك تكتسي مسألة مراقبة ما يتعرض له الطفل من أفكار ومؤثرات تسهم في بناء شخصيته أهمية كبرى لا يمكن التساهل فيها، لأنها المرحلة الفاصلة التي قد تنتج لنا إنسانا سوي أو غير سوي، شخص فاضل أو مجرم يعيث فسادا في المجتمع.

إن انخراط الطفل في الفضاء الإلكتروني وتأثيره وتأثره به، جعله عرضة لمختلف مخاطر المجتمع الرقمي كالتنمر الالكتروني، التحرش، ومختلف أشكال الدعاية للشذوذ الجنسي والإباحية، وهو ما يشكل خطرا عظيما على تكوين شخصيته وتنمية مهاراته وقدراته التي تؤهله ليكون رجلا فاعلا في المجتمع الواقعي في المستقبل.

إن كان تحديد الطفل في العالم الواقعي لا يطرح الكثير من الإشكالات، فإن التعرف عليه وتحديده في الفضاء الإلكتروني ليس بالأمر السهل، نظرا لتخفيه بأسماء وهويات مستعارة يستعصي من خلالها توجيهه بعيدا عن المحتوى الذي لا يناسبه، وهو ما يفرض التزامات على الدول والمنظمات الدولية ومختلف الفواعل الأخرى بإصدار تشريعات ومبادئ توجيهية، وتدعيمها بآليات وقائية وردعية، لكفالة حماية الطفل في الوسط الرقمي وضمان استخدامه السليم للإنترنت وتحصينه من مخاطرها المختلفة، وهو ما يطرح الإشكالية التالية:

ما مدى كفاية المنظومة القانونية الحالية لكفالة حماية الطفل في الفضاء الرقمي؟