مركز الجودة بجامعة المغتربين يستضيف العالم الجزائري البروفيسور محمد قماري

استضاف مركز الجودة والتطوير الأكاديمي بجامعة المغتربين بقاعة المؤتمرات الكبرى صباح اليوم البروفيسور محمد قماري أستاذ الطب بجامعة الجزائر وأحد الضيوف المشاركين في المؤتمر الدولي المحكم للعلوم الاجتماعية ودورها في نهضة الأمم الذي أقامته جامعة المغتربين ليومي السبت والأحد الماضيين بقاعة ديوان الزكاة الإتحادي.
وقدم البروفيسور محمد قماري عرضا شيقا عن تاريخ الطب منذ العصور القديمة وحتى عصرنا هذا سرد فيه ما ورد في القرءان الكريم والسنة النبوية المطهرة عن التداوي البدني والنفسي والروحي وعن المكانة الرفيعة التي يتمتع بها الأطباء ومقدموا الرعاية الصحية التي تلي درجة الأنبياء كما قدم سردا شاملا عن المحطات والتطورات التاريخية في مجال الطب..تطرق فيه عن الحضارة الإغريقية القديمة ومعتقداتهم في التاريخ البعيد حول الآلهة في العهد القديم مثل إله الطب اسقلابيوس حيث انحصرت المهنة في نسل أو عائلة اسقلابيوس حتى ظهر أبو الطب أبوقراط في القرن الرابع والثالث قبل الميلاد ودوره العظيم في وضع وتأسيس قواعد ودستور ومعايير تعلم وممارسة مهنة الطب ومن ثم تضمينها في قسم ابوقراط الشهير والذي يشمل العديد من المواد التي تلزم الطبيب بالمصداقية والنزاهة وسمو الأخلاق والحرص على سلامة المرضي وتجنب أذاهم.. كما بين بعض المصاعب التي كانت تواجه الصيادلة جراء استخدام الأطباء للرموز عند كتابة الوصفات الطبية مما يصعب قراءتها والتي استمرت حتى يومنا ، ونوّه قماري إلى النقلة الكبرى التي حدثت في مهنة الطب مع ظهور الحضارة الإسلامية التي شهدت نهضة مرموقة في الرعاية الصحية..متناولا دور العديد من الصحابة في مداواة المرضي مرورا بالعهود اللاحقة حتى ظهور إبن سيناء والرازي ودورهم الرائد في اكتشاف الأمراض وفي علوم الدواء وفي أخلاقيات المهنة..وفي التطور ال كبير الذي حدث نتيجة جهدهم و أبحاثهم كما تناول الدور الكبير لعائلة إبن زاهر في المغرب..ثم دور إبن الجزار في فصل ممارسة الطب والصيدلة..وما ابتدره من حديث عن تخصصات الطب المختلفة.. ثم تطرق إلى عهد إبن البيطار وانتقال الطب من الأندلس إلى القاهرة ثم إلى المغرب..مبينا أن العديد من الكتب في الأدوية المفردة..وما شملته أبحاثهم حول ما يحدث من تفاعلات وأعراض نتيجة
إستخدام أدوية متعددة مستعرضا مختلف الحقب والمحطات التاريخية مثل دور
هارفي واكتشاف الدورة الدموية والتي ينسبها بعض المؤرخون تأصيلا إلى إبن النفيس الدمشقي ويعتقد انه هو من أرخ للطب كما ورد في كاتب عيوب الأبناء في طبقات الأطباء والذي كتبه إبن أبي أصيبعية وربط بروف قماري خلال سرده بين العصرين حتى ظهور العصر الحديث واكتشاف المضادات الحيوية عام.1928وحول تاريخ الطب الحديث تحدث عن اكتشاف مرض السحائي وعصيات كوخ ومرض الدرن وغيره من علوم الأحياء الدقيقة..كذلك تحدث الضيف عن إكتشاف وتطور العديد من الأجهزة الطبية وتطرق إلى مقدمة البروف مصطفي عبدالله صالح عميد كلية الطب بجامعة المغتربين عن البروفيسور العلامة الراحل التيجاني الماحي ودوره الرائد في الطب النفسي وفي كتابة تاريخ الطب وكذلك دوره الإجتماعي والأدبي والسياسي وما حصل عليه من إشادة واعتراف بعلمه من الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا عند زيارتها للسودان في منتصف القرن الماضي..وكذلك حصوله على مقعد الأستاذية من جامعة كولومبيا الأمريكية وتناول البروف قماري في سرد شيق العديد من المحطات التاريخية في مجال الطب. وأخلاقيات المهنة مُشيراً إلى فقدان الحانب الثقافي والأخلاقي في العصر الحديث .
من جانبه تحدث مدير مركز الجودة والتطوير الأكاديمي بجامعة المغتربين ورئيس الجلسة د. حسن عبدالعزيز عن تاريخ تطور ومعايير جودة الخدمات الصحية منذ مملكة بابل وقوانين حمورابي متطرقاً إلى كتاب توت عنخ آمون حول معايير العمل الجراحي ومسئوليات الأطباء، كما ذكر دور الفيلسوف الإغريقي أرسطو في تطوير نظام تشخيص المرض وإكتشاف التعليل السببي السريري للأمراض بناءً على الشكوى والأعراض ونتائج الكشف الطبي والفحص ثم تناول الدور الرائد لأب الطب أبوقراط في التعليم الطبي ومعايير العلاج السليم والبعد عن إيذاء المرضى واتباع وسائل السلامة وإعطاء العلاج النافع ووضع قسمه الشهير الذي تتداوله الأجيال، وتطرق الدكتور حسن للدور المتميز للصحابية الجليلة رفيدة الأنصارية في التطبيب والتمريض ورعاية الجرحى وفي ابتدار معايير سلامة المرضى وفي تدريب المتطوعات من الصحابيات وبعض أمهات المؤمنين وكان ذلك باعتماد النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وخرج بعد ذلك إلى ريادة علماء المسلمين مثل إبن سيناء والرازي وغيرهم من أطباء ذلك الزمان الزاهر تحدث عن الدور الرائد للتمريض في العصر الحديث فلورنس نايتنجيل ودورها في وضع واجبات ومعايير الخدمة والتعليم التمريضي ثم ختم بالدور الكبير للعديد من علماء السودان منهم البروفيسور داؤود مصطفى والدكتور عبدالحليم محمد والدكتور علي بدري والدكتور أنيس والعديد من رواد الطب في السودان، وأشاد بدور رجل البر الشهير هاشم البغدادي الذي أوقف كل ممتلكاته وماله لإنشاء وتسسير كلية الطب بجامعة الخرطوم منذ عام 1924 وهي على مشارف يوبيلها المئوي واختتم د.حسن عبدالعزيز حديثه لرواد الطب وتعليم المهن الصحية والتمريض في أيامنا هذه مثل البروفيسور حسن أبوعائشة والبروفيسور بشير حمد والبروفيسور مصطفى صالح أمد الله في أيامهم متطرقاً لدور رائدة التمريض في السودان ومؤسسة كلية التمريض بجامعة الخرطوم البروفيسور الراحلة عواطف عثمان.
وعقب مدير جامعة المغتربين البرفيسور عثمان الحسن محمد متناولاً الدور الرائد الذي تقوم به جامعة المغتربين نحو المجتمع ونحو الوطن كما تحدث البروفيسور مصطفى صالح في مداخلة في كتاب سيرة البروفيسور التيجاني الماحي وكذلك أسبقية السودان في الأبحاث الطبية عبر مختبرات ويلكم(Welcome) مشيراً إلى دور البحوث الطبية وهو أحد روادها على مستوى العالم بضرورة رفع مستوي التعليم الطبي والمؤسسات التعليمية محليا وعالمياً.
وتقدم مدير مركز الجودة والتطوير الأكاديمي بجامعة المغتربين د.حسن عبدالعزيز بالشكر والتقدير للضيف الكريم مشيداً بمشاركته في المؤتمر وبتفضله بالحضور للجامعة وتقديم هذا العرض الجيد وقد حيا الدكتور حسن عبدالعزيز إدارة الجامعة والحاضرين مع تحية خاصة لإدارة الإعلام بجامعة المغتربين لجهودها المستمرة والمثمرة في نقل كل أنشطة الجامعة عبر مختلف الوسائط .

Share this:

Bookmark the permalink.

Comments are closed.