الملتقى الدولي حول الافتراضية والتحول الرقمي في المجتمعات العربية: تحديات عالم ما بعد الكوفيد | 20-21 ديسمبر 2021

مركز فاعلون للبحث في الأنثروبولوجيا والعلوم الإنسانية والاجتماعية، الجزائر

وجامعة المنستير بتونس ممثلة في المعهد العالي للغات المطبقة بالمكنين وجمعية مسائل، تونس

ينظــــــــــــــــــــمان

الملتقى الدولي حول:

الافتراضية والتحول الرقمي في المجتمعات العربية: تحديات عالم ما بعد الكوفيد

virtualité et transformation numérique dans les sociétés arabes: défis du monde post-Covid

يومي 20 و21 ديسمبر/كانون الأول 2021 بمدينة الحمامات، تونس

ديباجة :

بدخول البشرية إلى الألفية الثالثة، بدأت النتائج الفعلية لتكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة تتكرس في الواقع، وبدرجات متفاوتة في مختلف مناطق العالم ما يوحي من تحقق تنبؤات مارشال ماكلوهان حول “القرية الكونية”.

وبانتشار تقنيات وأدوات الاتصال، تغير الفرد في المجتمعات الغربية من كائن اجتماعي واقعي إلى كائن افتراضي تربطه بالعالم المحيط به شبكة من العلاقات التواصلية والاتصالية المبنية والمؤسسة على ما توفره التكنولوجيات الحديثة. وقطعت الدول الغربية شوطا كبيرا باستخدامها في كل القطاعات انطلاقا من تشغيل الأجهزة المنزلية ووصولا إلى غزو الفضاء، مرورا برقمنة مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والخدماتية.

أما الفرد في المجتمعات العربية، فإنه قد صار مستهلكا جشعا لمنتجات هذه التكنولوجيات، وارتبط خصيصا بشبكات التواصل الاجتماعي لسهولة التعامل بها، وابتعد عن الاستخدامات المختلفة التي تتيحها الثورة التكنولوجية في مختلف المجالات. وأما الدول العربية، وعلى اختلاف إمكانياتها البشرية والتكنولوجية والمالية، تسابق الزمن من أجل امتلاك التكنولوجيات الحديثة والتحكم في استخدامها.

ومع ظهور جائحة كورونا وفرض الحجر الصحي العام في أغلب دول العالم، وجدت المجتمعات العربية نفسها مثل باقي دول العالم في مواجهة تحدي التحول الرقمي وتبني الحلول الرقمية واستخدامها لتجاوز الآثار الكارثية للجائحة مثل التعليم عن بعد والتسوق الإلكتروني، والخدمات العمومية المتاحة عبر الانترنت، إلا أن هذا التحول كان فجائيا وسريعا وغير مدروس وهو ما تسبب ولا يزال في الكثير من المشكلات ولم يحقق في الكثير من الأحيان النتائج المرجوة منه، وبالتالي بقي هذا التحول الرقمي تحولا منقوصا ومشوها.

ضمن هذا المنظور يعالج الملتقى واقع استخدام التكنولوجيات الرقمية والافتراضية في المجتمعات العربية في ظل الجائحة على المستوى الفردي من خلال مصطلح الافتراضية وعلى المستوى المؤسساتي من خلال الرقمنة والتحول الرقمي، كما يسعى إلى استشراف الإمكانات الضخمة لتلك التكنولوجيات في المستقبل وكيف يمكنها أن تساعد المجتمعات العربية على تجاوز التحديات العديدة التي تواجهها.