تقرير المؤتمر الدولي التاسع: تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: توقعات وتحديات قسم اللغة العربية في جامعة كيرالا: 13- 15من فبراير / شباط – عام 2017م
اللغة العربية مع شرفها الديني الذي يجعلها عزيزة على المسلمين للحضارة العربية والإسلامية تركت بصماتها واضحة على مسيرة الحضارة الإنسانية. إن العلاقات الوثيقة التي كانت تربط الهند بالبلاد العربية وطنا وشعبا لا تزال تقوى يوما فيوما في شتى المجالات السياسية والإقتصادية والصناعية. وفي هذه الظروف إن لدراسة اللغة العربية دورا هاما في تمكين وتحصين هذه العلاقات.
وجدير بالذكر أن ولاية كيرالا قطعت شوطا كبيرا في هذا المضمار علما بأنها هي الوحيدة من الولايات الهندية الأخرى، الأكثر اهتماما بالعربية دراسة وتدريسا وبحثا، إذ تدرس هناك منذ المرحلة الابتدائية كمادة رئيسية حتى المراحل الجامعية وعلى حساب الحكومة يبلغ عدد أساتذة اللغة العربية الذين يتقاضون الراتب الحكومي أكثر من اثني عشر.
فإن مما لاشك فيه أن المنهج المدرسي وسيلة ضرورية لتحقيق الأغراض والأهداف التربوية التي يسعى اليها المجتمع بتشكيل أبنائه، فالعناية بالمناهج والاهتمام به أمر لا بد منه لمن يريد مستقبلا زاهرا لاجياله وبلده. وقد قرر قسم اللغة العربية التابع لجامعة كيرالا عقد هذا المؤتمر الدولي مع مجموعة واسعة من الأهداف. وسيكون هذا المؤتمر رصيدا كبيرا للمعلمين والباحثين والطلاب لللغة العربية.
أهداف المؤتمر:
• معالجة النقص الواضح في توفير الأنشطة الفكرية التي تتعامل تحديدا مع تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في جميع أنحاء العالم.
• تقديم أحدث النظريات في تعليم اللغة العربية للأطراف المهتمة بهذا المجال، وتبادل الأفكار والخبرات المتعلقة بهذا المجال.
• تعزيز جميع المبادرات الجادة في هذا المجال وتبنيها.
• المساهمة بنشاط في أساليب تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وتطوير المناهج الدراسية والمنهجيات التعليمية لتدريس مثلها.
المحاور الرئيسية
• تعليم المهارات العربية لغير المواطنين بين النظرية والتطبيق
• تعليم اللغة العربية للأغراض المعينة
• الكتب والبرامج الخاصة لتعليم اللغة العربية كلغة ثانية
• التحديات التي تحيط بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
• تعليم اللغة العربية كلغة التراث
• تدريس لهجات اللغة العربية للناطقين بغيرها
• معايير كفاءة اللغة ومعايير التقييم
• اختبار التقييم العربي – الوضع الحالي وطرق التوحيد القياسي
• التجارب والبحوث في تقييم مهارات اللغة العربية للناطقين بغيرها
• تطوير المناهج الدراسية والمنهجيات لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
• الاستراتيجيات الحديثة في تدريس اللغات الأجنبية
• الدراسة عن بعد وعبر الإنترنت واللغة العربية
• برامج إدارة المحتويات ومدى ملاءمتها لللغة العربية
• دمج التكنولوجبا في الممارسات التعليمية
وسعيا لتوسع المشاركة في هذا العمل قامت اللجنة التحضيرية بالمراسلة إلى معظم الجامعات العربية والإسلامية وعدد من المؤسسات العلمية ذات الصلة عبر البريد الإلكتروني وعبر الجرائد في البلاد المختلفة العربية، من أجل دعوة السادة أصحاب الاختصاص للمشاركة في الكتابة في محاور المؤتمر المقترحة، وقد استجاب مشكوراً عدد منهم، ووصل إلينا 482 ملخصا متعلقا بهذا الموضوع. واختار منها الهيئة الاستشارية 84 ملخصا للتقديم في المؤتمر. وشارك فيه العلماء والأساتذة والدكاترة والباحثون في مجال تعليم اللغة العربية من الجامعات والمعاهد الإسلامية والكليات العربية من داخل الهند وخارجها من 14 بلد 28 مشاركا. ومنهم 27 قدموا مقالاتهم البحثية والعلمية.
واستعرض المؤتمر لبعض المشكلات والتحديات التى يواجهها الدارس الهندى للغة العربية عند التصدي لدراسة هذه اللغة. كيف نعالج تلك المشاكل. هل نجح تلك العوامل التي أخذها المنهج الجديد؟ إلى كم علينا أن نسير في تطبيقها؟.
المشاكل التي يواجهها الدارس الهندي
1) اختلاف اللغة العربية في مخارج معظم أحرفها وأصواتها عن نظائرها في غير هذه اللغة.
2) القواعد المختصة باللغة العربية التي هي غير مألوفة لغير الناطقين بها.
3) اختصاصها بأشكال وحركات خاصة بحروفها التي لا توجد في اللغات الهندية.
4) الإعراب الذي ليس له وجود في سائر اللغات.
5) ميزتها الخاصة بها من حيث طريقة أدائها وكتابتها من اليمين إلى اليسار خلافا لمعظم اللغات الهندية.
6) الآلات السمعية والبصرية مثل التلفزيون والحاسوب وما إلى ذلك: هذه كلها لا بد ان تكون في قسم اللغة العربية.
وفي قول آخر نحتاج إلى :
1) المناهج الدراسية أو المقررات الدراسية.
2) الاهتمام بتدريس اللغة العربية كلغة حية وظيفية.
3) توافر الكتب الحديثة القيمة في الأدب العربي الحديث والجرائد اليومية والمجلات في المكتبات العربية.
4) المبالاة من جانب الدول العربية والسفارات العربية.
5) تدريب المعلمين في الدول العربية.
6) كثرة الارتباط بين الأقسام العربية في الجامعات والكليات الهندية.
نستطيع أن نحل هذه المشكلات:
1) محاولة إقامة روابط وتكثيفها مع الناطقين باللغة العربية، ومهما تندرت الفرص، فإن الساعي إلى ذلك سوف يحقق شيئا منها.
2) إقامة التواصل والترابط بين أساتذة اللغة العربية بصفة منتظمة عبر الإنترنيت ومن خلالها مشاطرة المعلومات والتجارب ومحاولة حل المشاكل بصورة جماعية وأيضا من خلال إقامة ندوات ومؤتمرات يدعى الجميع فيها للحضور وذلك تحت مظلة اتحاد أساتذة اللغة العربية أو بدونها.
3) إيجاد فرص للأساتذة للتدرب في الجامعات العربية لفترات قصيرة وتحديث معلوماتهم بصفة منتظمة.
4) محاولة جماعية لاستيراد أهم الكتب والإصدار باللغة العربية ومشاطرتها معا.
5) تدريب الطلبة على الكمبيوتر وإدخال مواد أخرى في المقرر الدراسي التي ستؤهلهم للحصول على العمل.
6) ضرورة تبني اللغة العربية كموضوع نحبه ونعشقه وكمجال حيوي وقادر على مجاراة تطورات العصر. ولذلك يجب أن تظهر من أصحابها البراعة والأناقة والديناميكية والرؤية التفاؤلية بدلا من الخمول والذبول والشعور بمركب النقص وما إلى ذلك.
وبإدراكنا بواجبنا تجاه لغتنا العربية الحبيبة، يمكننا جميعا أن نحسن حال التعليم العربي العالي في الهند، وأنا واثق بأن الفرص ما زالت متاحة للمهرة والمتقنين. وأنا متفائل أن الوَضْع سوف يتحسن إنشاء الله.
اختتمت فعاليات المؤتمر الدولى التاسع لقسم اللغة العربية بجامعة كيرالا بجنوب الهند، والذى عقد فى الفترة ما بين 13- 15 فبراير الجارى، تحت عنوان “تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. توقعات وتحديات” وسط مشاركة دولية واسعة لأكثر من 80 متخصصا فى اللغة العربية وآدابها، من مختلف دول العالم، برعاية وزير التربية والتعليم د. سى رويندرناد، وإشراف د. رادها كريشنان- شيخ الجامعة- ونائبه د. فيرامانيكاندان.
وتلى التوصيات د. محمد الحراحشة- عميد كلية التربية بجامعة آل البيت بالأردن- وتمثلت فيما يلى: تشكيل فريق بحثى من المتخصصين لإجراء دراسة ميدانية تُشخِّص مشكلات الدارسين بقسم اللغة العربية بكيرالا، والعمل على حلِّها وتذليل الصعاب والتحديات التى تواجههم، العمل على إنشاء صفحة إلكترونية للدراسات المختصة باللغة العربية للناطقين بغيرها، إبرام اتفاقات شراكة وتعاون بين جامعة كيرالا والجامعات والمعاهد والمراكز العربية والإسلامية العاملة فى نفس المجال، والتوصية بعرض نموذج لتجارب الآخرين، كالصينية واليابانية وغيرهما، فى تعلم اللغات، ضمن المؤتمر القادم.
وطالب الخبراء بالاهتمام بإعداد وتأهيل المُعلِّمين والمُدرِّسين القائمين بالعملية التعليمية لغير الناطقين بالعربية، ومواكبتهم بمستحدثات العصر وما يستجد من تعليم وتعلّم العربية ومهاراتها، والعمل على تصميم موحّد لمهارات تعليم العربية لغير الناطقين بها، وتزويد الحضور لقسم اللغة العربية بجامعة كيرالا بما لديهم من معلومات حول مراكز تعليم العربية فى العالم أجمع.
وشدَّد د. إسلام إصلاحى- عميد كلية اللغات بجامعة جواهر لال نهرو- على ضرورة إبلاغ الحكومات العربية والإسلامية بأن غير العرب يواجهون مشكلات كثيرة خلال دراساتهم وتعلّمهم العربية، مما يفرض عليهم العمل على تذليلها والمساعدة فى توفير ما يلزم من إمكانات لنشر العربية بين غير الناطقين بغيرها، علاوة على التأكيد بضرورة تحدث العرب أنفسهم وقبل غيرهم باللغة العربية حتى يكونوا قدوة ومُعلِّمين لهم.
أوصى المؤتمرون الآتي:
1- تشكيل فريق بحثي من المختصين في اللغة العربية والعلوم التربوية لإجراء دراسة ميدانية لتشخيص المعوقات التي تواجه الطلبة الدارسين في قسم اللغة العربية في جامعة كيرالا، وتقديم الحلول المقترحة لتلك الصعوبات.
2- العمل على انشاء منصة الكترونية للبحوث والدراسات المختصة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
3- العمل على إبرام اتفاقيات شراكة بين جامعة كيرالا والجامعات العربية الحاضنة لمراكز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
4- العمل على تصميم منهاج موحد من حيث الوصف والمحتوى يستند إلى النتائج المنبثقة عن هذا المؤتمر والمؤتمرات السابقة لمراعاة المعايير الدولية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
5- الأهتمام بإعداد وتدريب الاساتذة وتأهيلهم أكاديميا ومسلكيا لمواكبة ما يستجد في الحقلين المذكوريين أعلاه.
6- الاستمرار في عقد المؤتمر بشكل دوري مع التوسع في المحاور التي لها علاقة بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وعرض التجارب عالمية ضمن هذا المؤتمر.
لجنة التوصيات
الرئيس : أ. د. محمد عبود موسى الحراحشة – الأردن
نائب الرئيس : سليمان بن سيف بن سالمين الغتامي – عمان
الأعضاء : أ. د. نجاة عبدالرحمن علي اليازجي – السعودية
أ. د. محمد أسلم الإصلاحي – الهند
د. عبد الله عبد الرحمن أحمد – قطر
د. الفارس محمد عثمان علي – الإمارات
عبد القادر بقادر – الجزائر